روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | بعد الخطوبة.. القلب وحده لا يكفي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > بعد الخطوبة.. القلب وحده لا يكفي


  بعد الخطوبة.. القلب وحده لا يكفي
     عدد مرات المشاهدة: 4856        عدد مرات الإرسال: 0

يعانى الكثير من الشباب والفتيات بعد فترة من الخطوبة من التردد الشديد في إتمام الزواج وذلك بسبب حدوث مشكلات أثناء فترة الخطوبة، أو عدم اكتمال ووضوح الرؤية حول الطرف الآخر والحياة المستقبلية.

وقد يكون بسبب عدم سماح الكثير من الأسر بفترة خطوبة يلتقى فيها الخطيبان في إطار شرعى ومساعدتهم على اتخاذ القرار.

وقد تنتهى فترة الخطوبة غالبا بعقد القران ثم الزواج بدون قناعة أو ارتياح من أحد الطرفين أو من كلاهما تجاه الآخر مما يسبب العديد من المشكلات بعد الزواج.

وفي هذه الحالة يأتى السؤال: على اى أساس يبنى اتخاذ قرار الزواج؟

القناعات الثلاثة:

هذا القرار الخطير لابد أن يبنى على ثلاث معايير رئيسية:

أولا: المعيار العقلي:

 بمعنى القناعة العقلية لكل من الخاطب والمخطوبة بصلاحية الآخر ليكون شريكا في مسار حياته؛ شريكا فى أحلامه وطموحاته.. شريكا فى أفراحه وأتراحه.. شريكا فى نجاحاته وإخفاقاته.

والاقتناع بوجود تشابه مقبول بين ما هو مأمول وموضوع كأولويات لكل منهما وبين ما هو واقع فعلي، مع قناعة تامة بأن العيوب والاختلافات بين الشخصيتين الذى تم التعرف عليها من السهل التأقلم والتعايش معها.

ولكن لا يعنى ذلك حدوث المعرفة الكاملة بالطرف الآخر؛ بل إن الكثير من المميزات والعيوب قد لا تظهر إلا بعد الزواج والمعايشة اليومية، كذلك حجم العيوب ودرجتها.

ثانيا: المعيار القلبي أو العاطفي:

فالأرواح جنود مجندة.. ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف؛ فقد يكون الشاب مناسب جدا اجتماعيا ودينيا وأخلاقيا وماديا، ولكن الفتاة لا تشعر بالارتياح النفسى تجاهه، والشاب كذلك.. قد يجد الفتاة مناسبة جدا ويشيد بها الجميع.

ولكنه لا يجد الراحة النفسية تجاهها، والسبب قد يكون معلوم تماما كعيب فى المظهر أو فى أسلوب الكلام .

وحركات الجسد أو فى الأهل أو في التفكير، وقد يكون السبب مجهول تماما، وفى كلتا الحالتين يجب احترام الإحساس القلبى، ولا يكتفي التقييم فقط بالمنطق العقلى.

 ثالثا: المعيار الشكلي:

وهى قناعة تامة بالارتياح لمظهر الآخر، ولأن الجمال فى النهاية أمر نسبى يختلف فيه الناس أشد الاختلاف، ولا أقصد بالمظهر الشكل فقط؛ فالشكل ليس مجرد صورة ولكنه روح وتعبيرات وجه ونظرات عين ونبرة صوت وأسلوب كلام وحركات باليدين وطريقة جلسة ولغة جسد كاملة، إما نرتاح إلى كل ذلك ويحدث القبول أو لا نرتاح.

ويبقى السؤال: هل لابد ان تكون القناعات الثلاث كاملة بنسبة 100%؟، وما هى الفترة الزمنية المثلى للخطوبة؟..

هذه القناعات تحتاج إلى وقت حتى تتصاعد أو قد تتناقص، و لكن الوقت المناسب لاتخاذ القرار هو حين تستقر نسبة القناعات الثلاث أو تستمر تصاعدا، ولذلك فالفترة المثالية هي حتى تصل القناعات الثلاث إلى نسبة معقولة.

أخطاء شائعة:

ومن الأخطاء الشائعة أن يعتقد أحد المخطوبين أو كلاهما أن الآخر سيتغير بعد الزواج، فقد يكون هناك أمر مقلق أو معيب من أحد الطرفين وياخذ منه الآخر وعودا بالتغيير، وقد يبادر بالتغيير إرضاءً له، ولكن الواقع يثبت أنه لا ضمان لاستمرار هذا التغير الإيجابى بعد الزواج إلا من رحم ربى.

ولن يستطيع أحد تغيير الآخر مهما كان درجة حبه، ومهما كانت قوة شخصيته؛ إلا برغبة أكيدة وإرادة صادقة من صاحب المشكلة، وعلى هذا فإن لم يتغير قبل الزواج فلن يتغير بعد الزواج، فمع النمو العاطفى ورغبة الخاطب فى أن ينال رضا خطيبيته أو العكس..

يحدث التغيير، ولكن بعد الزواج وخفوت هذه العاطفة - وهذا أمر طبيعى- يعود كلٌ إلى سابق عهده طالما أن الرغبة ليست رغبة داخلية قوية حدثت قبل الارتباط.

ومن الأخطاء أيضا عدم الاهتمام بالراحة القلبية والنمو العاطفى، واعتقاد أن هذا الأمر سيأتى بعد الزواج، ولكني أعتقد أن النمو العاطفى إن لم يحدث فى هذه الفترة فسيكون من الصعب حدوثه بعد الزواج وزيادة المسؤوليات.

 وفي النهاية؛ وبعد الأخذ بكافة الأسباب.. تبقى الاستخارة الشرعية محور رئيسى وهام لكلا الطرفين.

الكاتب: د. دعاء راجح

المصدر: أون إسلام